سورة النساء - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} إن وقع منكم تقصير في أمر دينه {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا} عن الحق، {مَيْلا عَظِيمًا} بإتيانكم ما حرّم عليكم، واختلفوا في الموصوفين باتّباع الشهوات، قال السدي: هم اليهود والنصارى، وقال بعضهم: هم المجوس لأنهم يُحلّون نكاح الأخوات وبنات الأخ والأخت، وقال مجاهد: هم الزناة يريدون أن تميلوا عن الحق فتزنون كما يزنون، وقيل: هم جميع أهل الباطل.
{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} يسهلَ عليكم في أحكام الشرع، وقد سهل كما قال جلّ ذكره: {ويضع عنهم إصرهم} [الأعراف- 157] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بعثتُ بالحنيفية السمحة السلهة»، {وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا} قال طاووس والكلبي وغيرهما في أمر النساء: لا يصبر عنهن، وقال ابن كيسان: {وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا} يستميله هواه وشهوته، وقال الحسن: هو أنه خلق من ماء مهين، بيانه قوله تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف} [الروم- 54].
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} بالحرام، يعني: بالربا والقمار والغصب والسرقة والخيانة ونحوها، وقيل: هو العقود الفاسدة {إلا أن تكون تجارة}، قرأ أهل الكوفة {تِجَارَةً} نصب على خبر كان، أي: إلا أن تكون الأموال تجارةً، وقرأ الآخرون بالرفع، أي: إلا أن تقع تجارةٌ، {عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} أي: بطيبة نفس كل واحد منكم.
وقيل: هو أن يجيز كل واحد من المتبايعين صاحبه بعد البيع، فيلزم، وإلا فلهما الخيار ما لم يتفرقا لما أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المتبايعان كلُّ واحد منهما بالخيار على صاحبه، ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار».
{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قال أبو عبيدة: أي لا تُهلكوها، كما قال: {ولا تُلقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة} [البقرة- 195]، وقيل: لا تقتلوا أنفسكم بأكل المال بالباطل.
وقيل: أراد به قتل المسلم نفسه، أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، أنا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا ابن عيينة، عن أيوب، عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة».
حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي، أخبرنا أبو معاذ عبد الرحمن المزني، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن حماد القاضي، أنا أبو موسى الزَّمِن، أنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي، قال سمعت الحسن: أخبرنا جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج برجل فيمن كان قبلكم أرابٌ فجزع منه، فأخرج سكينًا فحزَّ بها يده فما رقأ الدمُ حتى مات فقال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه فَحَرَّمْتُ عليه الجنة».
وقال الحسن: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم} يعني: إخوانَكم، أي: لا يقتل بعضُكم بعضًا، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، أنا سليمان بن حرب، أنا شعبة، عن علي بن مدرك، قال: سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير عن جده قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «استنصت الناس» ثم قال: «لا ترجعُنَّ بعدي كفارا يضرب بعضُكم رقابَ بعض».


{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} يعني: ما سبق ذكره من المحرّمات، {عُدْوَانًا وَظُلْمًا} فالعدوان مجاوزة الحدّ والظلم وضع الشيء في غير موضعه، {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ} ندخله في الآخرة، {نَارًا} يُصلى فيها، {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} هينا.
قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} اختلفوا في الكبائر التي جعل الله اجتنابها تكفيرًا للصغائر: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، أنا محمد بن مقاتل، أنا النضر، أخبرنا شعبة، أنا فراس، قال: سمعت الشعبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكبائر: الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدين، وقتلُ النفس، واليمينُ الغَمُوس».
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، أنا مسدد، أنا بشر بن المفضَّل، أنا الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراكُ بالله عز وجل، وعقوقُ الوالدين، وجلسَ وكان متكئًا فقال: ألا وقولُ الزور ألا وقول الزور، فما زال يكررُها حتى قلنا ليتَه سكت».
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، أنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتيّ، أنا محمد بن كثير، أنا سفيان الثوري، عن الأعمش ومنصور، وواصل الأحدب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله رضي الله عنهما قال: قلتُ يا رسول الله أيُّ الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعلَ لله ندًّا وهو خلقك، قلت: ثم أيّ؟ قال: أن تقتل ولدَك خشية أن يأكل معك، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: أن تزاني حليلة جارك»، فأنزل الله تعالى تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} الآية.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، أنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشركُ بالله والسّحرُ وقتلُ النفس التي حرَّمُ الله إلا بالحق، وأكل الرِّبا وأكل مال اليتيم، والتولي يومَ الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات».
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أكبر الكبائر: الإشراكُ بالله والأمنُ من مكر الله والقنوطُ من رحمة الله واليأسُ من روح الله.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، أنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، قال: سمعت حميد بن عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من الكبائر أن يسبَّ الرجلُ والديه، قالوا: وكيف يسبّ الرجل والديه؟ قال: يسبُّ الرجلُ أبا الرجل فيسبُّ أباه ويسبُّ أمه».
وعن سعيد بن جبير: أن رجلا سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن الكبائر: أسبع هي؟ قال: هن إلى السبعمائة أقرب إلا أنه لا كبيرةَ مع الاستغفار ولا صغيرةَ مع الإصرار، وقال: كل شيء عُصيَ الله به فهو كبيرة، فمن عمل شيئًا منها فليستغفر فإن الله لا يخلّد في النار من هذه الأمة إلا راجعًا عن الإسلام أو جاحدًا فريضة أو مكذبًا بقدر.
وقال عبد الله بن مسعود: ما نهى الله تعالى عنه في هذه السورة إلى قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه} فهو كبيرة.
وقال علي بن أبي طلحة: هي كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب.
وقال الضحاك: ما أوعد الله عليه حدًا في الدنيا أو عذابًا في الآخرة.
وقال الحسن بن الفضل: ما سماه الله في القرآن كبيرًا أو عظيمًا نحو قوله تعالى: {إنه كان حوبًا كبيرًا} [النساء- 2]، {إن قتلهم كان خطئًا كبيرًا} [الإسراء- 31]، {إن الشرك لظلمٌ عظيم} [لقمان- 13]، {إن كيدَكُنَّ عظيم} [يوسف- 28] {سبحانك هذا بهتانٌ عظيم} [النور- 16] {إن ذلكم كان عند الله عظيمًا} [الأحزاب- 53].
قال سفيان الثوري: الكبائر ما كان فيه المظالم بينك وبين العباد، والصغائر ما كان بينك وبين الله تعالى، لأنّ الله كريم يعفو، واحتج بما أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد الله بن علي الكرماني، أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد، أنا الحسين بن داؤد البلخي، أنا يزيد بن هارون، أنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينادي مناد من بطنان العرش يوم القيامة: يا أمّة محمد إن الله عز وجل قد عفا عنكم جميعًا المؤمنين والمؤمنات، تواهبُوا المظالم وادخلوا الجنة برحمتي».
وقال مالك بن مغول: الكبائر ذنوب أهل البدع، والسيئات ذنوب أهل السنة.
وقيل: الكبائر ذنوب العمد، والسيئات الخطأ والنسيان وما أكره عليه، وحديث النفس المرفوع عن هذه الأمة.
وقيل: الكبائر ذنوب المستحلّين مثل ذنب إبليس، والصغائر ذنوب المستغفرين مثل ذنب آدم عليه السلام.
وقال السدي: الكبائر ما نهى الله عنه من الذنوب الكبائر، والسيئات مقدِّماتُها وتوابعها مما يجتمع فيه الصالح والفاسق، مثل النظرة واللمسة والقبلة وأشباهها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، ويُصدِّق ذلك الفرجُ أو يكذبه».
وقيل: الكبائر ما يستحقره العباد، والصغائر ما يستعظمونه فيخافون مواقعته، كما أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو الوليد، أنا مهدي بن غيلان، عن أنس قال: إنّكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إنْ كنّا نعدُّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
وقيل: الكبائر الشرك وما يؤدي إليه، وما دون الشرك فهو السيئات، قال الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دُونَ ذلك لمن يشاء} [النساء- 48، 116].
وقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} أي: من الصلاة إلى الصلاة ومِنَ الجمعة إلى الجمعة ومن رمضان إلى رمضان.
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر، أنا عبد الغافر بن محمد، أنا محمد بن عيسى الجلودي، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أنا مسلم بن الحجاج، حدثني هارون بن سعيد الأيلي أنا ابن وهب عن أبي صخر أن عمر بن إسحاق مولى زائدة حدثه عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلواتُ الخمسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضان، مكفِّراتُ لما بينهنّ إذا اجتنب الكبائر».
قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا} أي: حسنا وهو الجنة، قرأ أهل المدينة {مَدْخَلا} بفتح الميم هاهنا وفي الحج، وهو موضع الدخول، وقرأ الباقون بالضم على المصدر بمعنى الإدخال.


قوله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} الآية، قال مجاهد: قالت أم سلمة: يا رسول الله إن الرجال يغزون ولا نغزو ولهم ضعفُ ما لنا من الميراث، فلو كنّا رجالا غزونا كما غزوا وأخذنا من الميراث مثل ما أخذوا. فنزلت هذه الآية.
وقيل: لما جعل الله عز وجل للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث، قالت النساء: نحن أحقُّ وأحوج إلى الزيادة من الرجال، لأنّا ضعفاء وهم أقوى وأقدر على طلب المعاش، فأنزل الله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
وقال قتادة والسدي لما نزل قوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ} قال الرجال إنّا لنرجو أن نُفضل على النساء بحسناتنا في الآخرة فيكون أجرنا على الضِّعف من أجر النساء كما فُضّلنا عليهنّ في الميراث فقال الله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} من الأجر {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}.
معناه: أن الرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء، وذلك أن الحسنة تكون بعشر أمثالها يستوي فيها الرجال والنساء، وإن فضل الرجال في الدنيا على النساء.
وقيل: معناه للرجال نصيب مما اكتسبوا من أمر الجهاد وللنساء نصيب مما اكتسبن من طاعة الأزواج وحفظ الفروج، يعني إن كان للرجال فضل الجهاد فللنساء فضل طاعة الأزواج وحفظ الفروج.
قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} قرأ ابن كثير والكسائي وسلوا، وسل، وفسل إذا كان قبل السين واو أو فاء بغير همز، ونقل حركة الهمزة إلى السين، والباقون بسكون السين مهموزا. فنهى الله تعالى عن التمنيِّ لما فيه من دواعي الحسد، والحسد أن يتمنى زوالَ النعمة عن صاحبه ويتمنّاها لنفسه، وهو حرام، والغِبطة أن يتمنى لنفسه مثل ما لصاحبه وهو جائز. قال الكلبي: لا يتمنى الرجلُ مالَ أخيه ولا امرأته ولا خادمه، ولكن ليقل اللهم ارزقني مثله، وهو كذلك في التوراة كذلك في القرآن. قوله: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} قال ابن عباس: واسألوا الله من فضله: أي: من رزقه، قال سعيد بن جبير: من عبادته، فهو سؤال التوفيق للعبادة، قال سفيان بن عيينة: لم يأمرْ بالمسألة إلا ليُعطي. {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11